سورة النجم - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


أعرض عن الحقِّ، وتصدَّق بالقليل. {وَكْدَى} أي قطع عطاءَه.
{أَعِندُهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فهُوَ يَرَى}.
{فَهُوَ يَرَى}: فهو يعلم صِحَّةً ذلك. يقال: هو المنافق الذي يُعين على الجهاد قليلاً ثم يقطع ذلك: {أَعِندُهُ عِلْمُ الْغَيْبِ}: فهو يرى حاله في الآخرة؟
{أَمْ لَمْ يُنَبَأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى وَِإبْرَاهِيمَ الَّذَِى وَفَّى}.
أم لم يُنَبَأْ هذا الكافرُ بما في صحف موسى، وصحف إبارهيم الذي وفّى؛ أي أتمَّ ما طُولِبَ به في نَفْسِه ومالِه ووَلدِه.
قوله جلّ ذكره: {أَلاََّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ للإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَآءَ الأَوْفَى}.
الناسُ في سَعْيِهم مختلِفون؛ فَمَنْ كان سعيُهُ في طلب الدنيا خَسِرت صفقتُه، ومن كان سعيُهُ في طَلَبِ الجنة ربحت صفقته، ومن كان سعيُهُ في رياضة نَفْسِه وصل إلى رضوان الله، ومَنْ كان سعيُه في الإرادة شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَه ثم هداه إلى نَفْسِه.
وأمَّا المُذْنِبُ- فإِذا كان سعيُهُ في طلب غفرانه، ونَدَمِ القلبِ على ما اسودَّ من ديوانه، فسوف يجد من الله الثوابَ والقربة والكرامة والزلفة.
ومَنْ كان سَعْيُه في عَدِّ أنفاسِه مع الله؛ لا يُعَرِّج على تقصير، ولا يُفَرِّط في مأمور فسيرى جزاءَ سَعْيهِ مشكوراً في الدنيا والآخرة، ثم يشكره بأَنْ يُخاطِبَه في ذلك المعنى بإِسماعهِ كلامَه من غير واسطة: عبدي، سَعْيُك مشكور، عبدي، ذَنْبُكَ مغفور.
{ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى}: هو الجزاءُ الأكبرُ والأَجَلُّ، جزاءٌ غير مقطوعٍ ولا ممنوعٍ.
قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتُهَى}.
إليه المرجعُ والمصيرُ، فابتداءُ الأشياءِ من الله خَلْقاً. وانتهاءُ الأشياءِ إلى الله مصيراً.
ويقال: إذا انتهى الكلامُ إلى اللَّهِ تعالى فاسْكُتُوا.
ويقال: إذا وَصَلَ العبدُ إلى معرفةِ الله فليس بعدَه شيءٌ إلا ألطافاً من مالٍ أو منالٍ أو تحقيق آمالٍ أو أحولٍ يُجْريها على مرادِه- وهي حظوظٌ للعباد.


قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
أراد به الضحك والبكاء المتعارَف عليهما بين الناس؛ فهو الذي يُجْريه ويَخْلُقُه.
ويقال: أضحك الأرضَ بالنباتِ، وأبكى السماءَ بالمطرِ.
ويقال: أضحكَ أهلَ الجنة بالجنة، وأبكى أهل النار بالنار.
ويقال: أضحك المؤمنَ في الآخرة وأبكاه في الدنيا، وأضحك الكافرَ في الدنيا وأبكاه في الآخرة.
ويقال: أضحكهم في الظاهر، وأبكاهم بقلوبهم.
ويقال: أضحك المؤمنَ في الآخرة بغفرانه، وأبكى الكافرَ بهوانه.
ويقال: أضحك قلوبَ العارِفِين بالرضا، وأبكى عيونهم بخوف الفراق.
ويقال: أضحكهم برحمته، وأبكى الأعداءَ بسخطه.
قوله جلّ ذكره: {وََأنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا}.
أماته في الدنيا، وأحياه في القبر؛ فالقبر إما للراحة وإِما للإحساس بالعقوبة.
ويقال: أماته في الدنيا، وأحياه في الحشر.
ويقال: أمات نفوسَ الزاهدين بالمجاهدة، وأحيا قلوبَ العارفين بالمشاهدة.
ويقال: أماتها بالهيبة، وأحياها بالأُنْس.
ويقال: بالاستتار، والتجلِّي.
ويقال: بالإعراض عنه، والإقبال عليه.
ويقال: بالطاعة، والمعصية.
قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى}.
سماهما زوجين لازدواجهما عند خلْقهما من النُّطْفة.
قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى}.
{أَغْنَى}: أعطى الغِنَى، {وََأقْنَى}: أكثر القنية أي المال: وقيل: {وَأَقْنَى}: أي أحوجه إلى المال- فعلى هذا يكون المعنى: أنه خَلَقَ الغِنَى والفقر.
ويقال: {وََأقْنَى} أي أرضاه بما أعطاه.
ويقال: {أَغْنَى} أي أقنع، {وَأَقْنَى}: أي أرضى.


قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
أراد به الضحك والبكاء المتعارَف عليهما بين الناس؛ فهو الذي يُجْريه ويَخْلُقُه.
ويقال: أضحك الأرضَ بالنباتِ، وأبكى السماءَ بالمطرِ.
ويقال: أضحكَ أهلَ الجنة بالجنة، وأبكى أهل النار بالنار.
ويقال: أضحك المؤمنَ في الآخرة وأبكاه في الدنيا، وأضحك الكافرَ في الدنيا وأبكاه في الآخرة.
ويقال: أضحكهم في الظاهر، وأبكاهم بقلوبهم.
ويقال: أضحك المؤمنَ في الآخرة بغفرانه، وأبكى الكافرَ بهوانه.
ويقال: أضحك قلوبَ العارِفِين بالرضا، وأبكى عيونهم بخوف الفراق.
ويقال: أضحكهم برحمته، وأبكى الأعداءَ بسخطه.
قوله جلّ ذكره: {وََأنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا}.
أماته في الدنيا، وأحياه في القبر؛ فالقبر إما للراحة وإِما للإحساس بالعقوبة.
ويقال: أماته في الدنيا، وأحياه في الحشر.
ويقال: أمات نفوسَ الزاهدين بالمجاهدة، وأحيا قلوبَ العارفين بالمشاهدة.
ويقال: أماتها بالهيبة، وأحياها بالأُنْس.
ويقال: بالاستتار، والتجلِّي.
ويقال: بالإعراض عنه، والإقبال عليه.
ويقال: بالطاعة، والمعصية.
قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى}.
سماهما زوجين لازدواجهما عند خلْقهما من النُّطْفة.
قوله جلّ ذكره: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى}.
{أَغْنَى}: أعطى الغِنَى، {وََأقْنَى}: أكثر القنية أي المال: وقيل: {وَأَقْنَى}: أي أحوجه إلى المال- فعلى هذا يكون المعنى: أنه خَلَقَ الغِنَى والفقر.
ويقال: {وََأقْنَى} أي أرضاه بما أعطاه.
ويقال: {أَغْنَى} أي أقنع، {وَأَقْنَى}: أي أرضى.

1 | 2 | 3 | 4 | 5